بالادلة

ما وراء خفض المساعدات الاممية على اليمن رغم وباء كورونا ؟

متابعات.
وجّهت منظمات الإغاثة نداءً عاجلاً للحصول على تمويل لدعم عملياتها في اليمن الذي مزقته الحرب، قائلةً إنها أجبرت بالفعل على إيقاف بعض عملها حتى مع انتشار فيروس كورونا عبر البلاد.

واضطرت نحو 75% من برامج الأمم المتحدة في اليمن إلى التوقف عن العمل أو الحد من عملياتها. وفي هذا السياق، اضطر “برنامج الأغذية العالمي” إلى خفض حصص الإعاشة إلى النصف، بينما انخفضت الخدمات الصحية الممولة من الأمم المتحدة في 189 من أصل 369 مستشفى على مستوى اليمن.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي لوكالة اسوشيتد برس: “يكاد يكون من المستحيل أن تنظر إلى عائلة في وجهها، وأن تنظر إليها في عيونها وتقول: آسفون لكن الطعام الذي تحتاجونه من أجل البقاء يجب أن تقطعوه إلى النصف”.

ويسعى “مؤتمر المانحين لليمن 2020” الذي تنظمه السعودية والأمم المتحدة افتراضياً غداً الثلاثاء إلى الحصول على تعهدات بقيمة 2.41 مليار دولار لتغطية الأنشطة الأساسية من يونيو/حزيران إلى ديسمبر/كانون الأول.

يذكر أن السعودية من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن. وقال السفير السعودي في اليمن محمد الجابر إن المملكة ستخصص نصف مليار دولار هذا العام لدعم برامج الأمم المتحدة، بما في ذلك 25 مليون دولار لخطة الاستجابة لكوفيد-19.

العراقيل الحوثية

وجاء نقص الأموال للبرامج الإغاثية في اليمن نتيجة لعدة عوامل، ومن بين الأسباب الرئيسية، كما كشفت عنها وكالة “اسوشيتد برس”، هي العراقيل التي يضعها الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى. وقد خفضت الولايات المتحدة، وهي أحد أكبر الجهات المانحة، مساعدتها لليمن في وقت سابق من هذا العام، مشيرةً إلى تدخل الحوثيين في توزيع مواد الإغاثة.

وتشير الوكالة أن الحوثيين يواجهون كذلك انتقادات شديدة لعدم إفصاحهم عن المعلومات المتعلقة بعدد حالات الإصابة والوفاة بكورونا في المناطق التي يسيطرون عليه ولعدم اتخاذهم أي تدابير للتخفيف من تداعيات الفيروس.

ومن بين البرامج التي تم قطعها في اليمن، الدعم المالي لآلاف العاملين الصحيين. وقالت غراندي إنه قبل أسبوع فقط من الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن، كان على وكالات الإغاثة التوقف عن دفع رواتب العاملين الصحيين.

وبدون رواتب، لن يتمكن الطاقم الطبي من تقديم الخدمات الصحية للمرضى وسط تفشي الوباء.

وتلقت الأمم المتحدة حوالي 3.6 مليار دولار في عام 2019 ضمن التبرعات الدولية لحملتها، وكان ذلك أقل من هدفها البالغ 4.2 مليار دولار.

وبالنسبة لخطتها لعام 2020، فقد تلقت حتى الآن 15% فقط من 3.5 مليار دولار المطلوبة.

ويُعد برنامج المساعدات الضخم الذي تقدمه الأمم المتحدة، والذي يبلغ إجمالي قيمته 8.35 مليار دولار منذ عام 2015، أمراً حيوياً لإبقاء العديد من اليمنيين على قيد الحياة.

وفقاً للأمم المتحدة، هناك 10 ملايين شخص على شفا المجاعة، و80% من 30 مليون نسمة بحاجة لمساعدات.

مع انتشار فيروس كورونا، هناك حاجة للمزيد من الأموال. ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، أبلغت السلطات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية عن 283 إصابة، من بينها 85 حالة وفاة. من جهتهم، أعلن الحوثيون عن أربع إصابات فقط، بما في ذلك حالة وفاة واحدة.

وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن هناك نقصاً كبيراً في تقدير تفشي المرض، ما قد يعوق الجهود المبذولة لإدخال الإمدادات اللازمة لاحتواء الفيروس إلى اليمن.

وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، لوكالة “أسوشييتد برس” إنه يعتقد أن الوفيات بالمئات والحالات بالآلاف في اليمن، وذلك بناءً على ما سمعه من العديد من مقدمي الرعاية الصحية هناك.

لكنه أضاف إن نقص التمويل يعني أن البرامج الصحية للمنظمة معلقة بخيط رفيع.

وفي هذا السياق، قالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة مساعدة، إن اليمن يجري 31 اختباراً فقط لكل مليون شخص، وهي من بين أقل المعدلات في العالم.

كما قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هبة قانصو إنه مع تزايد الاحتياجات وقلة الأموال، سيتعين على المفوضية وقف المساعدات النقدية وبرامج الملاجئ لأكثر من 50 ألف أسرة نازحة بحلول أغسطس/آب المقبل.

وأضافت إن المفوضية ستضطر لإنهاء شراكتها مع عشرات المنظمات غير الحكومية اليمنية، ما سيفقد أكثر من 1500 موظف وطني وظائفهم.

وتشعر وكالات الإغاثة بالقلق من أن المانحين سيعطون أموالاً أقل بسبب معاناة العديد من البلدان من تفشي الفيروس. لكنهم يحذرون بأن أسوأ أزمة إنسانية في العالم قد تزداد سوءًا بالفعل.

وختم برينان قائلاً: “لقد تحول انتباه العالم إلى مكان آخر، هؤلاء هم الفئة الأكثر ضعفا في العالم. نحن بحاجة إلى التزام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى