مقالات

قيادات المؤتمر.. ( اوسعتهم “صمتاً” وأودوا بالإبــل) ..!!

اخباري نت – فتحي الباشـــا|

لم يعد حتى الكلام والسباب وارداً في قاموس قيادات المؤتمر الشعبي العام (الداخل، الخارج) في معركتهم المفترضة مع العصابة الحوثية منذ تصفيتهم لمؤسس المؤتمر الشعبي العام رئيسه الشهيد الصالح والأمين العام الزوكا مطلع ديسمبر المنصرم.

وكما يبدو فإن ثلاثة اشهر فائتة منذ تلك الجريمة لم تكن كافية أيضا لقيادات المؤتمر (المُعتقـة) لإدراكـ الرسالة والدرس الذي خلده صالح والزوكا في حياتهما وحتى لحظة استشهادهما، ومحاولة المضي في درب الشهيدين وتنفيذ وصاياهما.

ثلاثة أشهر تعامل فيها قيادات المؤتمر في “الداخل، الخارج” بكل برود تجاه جريمة ديسمبر وكأن اكبر قياديين في الحزب توفيا بحادث مروري “قضى وقدر”، وحتى في هذه الحالة فإن الوضع كان يستدعي بياناً محترماً واربعينية تليق بالاثنين أو تغريدة لإدانة الجريمة في حائط كل قيادي ميثاقي، ولو من باب اسقاط الواجب.

تسمر الجميع أمام مشهد اغتيال صالح وعارف الزوكا أو هكذا بدا.. وإذا كانت قيادات الداخل قد بررت صمتها وخنوعها بقمع العصابة الحوثية وسجونها وجنونها، فإن مواقف قياداتنا في الخارج لم تكن بأفضل حال، فأبراجهم وقصورهم ومصالحهم واستثماراتهم في صنعاء كانت كما يبدو محور اهتماماتهم وليس الثأر لمقتل رفاقهم أو تتبع مصلحة التنظيم أو قضايا الوطن.

تقول قيادات مؤتمر صنعاء–في معرض تبرير تخاذلهم ازاء أحداث ديسمبر” أن الشهيد صالح لم يخطرهم ببيان الانتفاضة” وكأن في الأمر ما يعفيهم تلبيته ندائها، وكأن في الأمر ما يكفيهم عناء نعيه والتنديد بجريمة اغتياله، والثأر من قاتليه، والمطالبة بتسليم جثمانه لجنازة شعبية، والضغط لاطلاق انجاله واقاربه من معتقلات الحوثيين، ووقف اجراءات مصادرة وتأميم منازله وأفراد اسرته.

ثلاثة أشهر وأبناء صالح قابعون خلف قضبان معتقلات الحوثي وقياداتنا في صنعاء تسوق الوهم وتبرر لنفسها ولما يفترض أنهم قواعدها مسلسل الخيانة، ومجالسة قتلة صالح والزوكا، بمساعي لملمة المؤتمر بينما لا يبدو في الأفق أي مؤشرات لـ اللملمة ولا حتى للطلسمه.

ثلاثة أشهر وكل ما تقدمه تلك القيادات الهرمة هو قرار بتعيين رئيس للدائرة السياسية وبيان ترحيب بتعيين مبعوث جديد لليمن لدى الأمم المتحدة، وكأن قرارها سيمنحها الشرعية ويغطي غياب القادة العظام وبيانها التعيس سيبعث الحياة في تنظيم أخشى أنه بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.

خريجي الكهوف –كما يحلوا لنا تسميتهم- كانوا اكثر ديناميكية وحيوية من قياداتنا التي طالما افتخرنا بكونهم “رجال دولة و”قيادات خبيرة ومجربة” وكانوا أكثر ادراكا لفداحة خطيئتهم في الغدر بشريكهم وتصفية قامة وطنية بحجم صالح ورفيقه الزوكا.

وخلال ثلاثة اشهر ضغطوا لعقد لقاء صوري للمؤتمر بـ(نصف نائب، وامين عام مساعد، واربعة من اعضاء اللجنة) لانتخاب ما قالوا انها قيادة جديدة ، بينما لدينا في الخارج نائبين و3 أمناء مساعدين وطابور من اعضاء اللجنة العامة وكتيبة من الدائمة لم يجتمعوا حتى لقراءة الفاتحة على روح الزعيم والأمين ولو في احد منتجعات القاهرة.

خلال ثلاثة أشهر ساق الحوثيين رئيس البرلمان وعشرات التائهين في ملكوت الحوثي لقبة البرلمان وعقدوا جلسه استثنائية، وعشرات الجلسات لمجلس الوزراء وسيروا وفودا للخارج رغم حالة العزلة المفروضة عليهم ليقولوا للعالم (أن ما قبل ديسمبر كما بعده لم يتغير شيء بمقتل صالح) بينما لم يفعل المؤتمريون حتى الآن شيئا إلا الصمت والصمت والمزيد من الانبطاح للحوثيين القتله.

والسؤال، ماذا كان ليكون موقفنا جميعاً لو أن صالح والزوكا عادا للحياة ليعلما أن المؤتمر الشعبي العام لم يصدر حتى اليوم بياناً محترماً لإدانة جريمة اغتيالهما من قبل العصابات الحوثية ؟!

ماذا كان موقفهم لو علما أن قياداتنا في صنعاء ما زالوا يجتمعون بالقتلة منذ اليوم الثاني لجريمتهم المشهودة، ويستمرون في منحهم الشرعية ويشاركونهم اجتماعاتهم في القصر الجمهوري ودار الرئاسة ومقر الحكومة والبرلمان، وكأن شيئا لمن يكن؟!

ماذا كان ليكون موقفنا لو انهما علما أن قيادة مؤتمر صنعاء التقت بنائب المبعوث الدولي لليمن بعد ايام من اغتيالهما لمطالبته برفع الحصار عن ميناء الحديدة باليمن، وأن مسئولاً مؤتمرياً لم يلتقي حتى اللحظة ببواب سفارة أو ملحق في خارجية في اوروبا أو امريكا للحديث عن جريمة قتل الحوثيين لصالح في ديسمبر؟!

ماذا كان ليكون موقفنا لو علم الرجلين أن ملفا لم يقدم حتى اللحظة ولو لمنظمة التجارة العالمية يشرح احداث ديسمبر الدامي ويطالب بادراج الحوثية كـ حركة ارهابية” في قوائم الأمم المتحدة ؟!

ماذا كان ليكون موقفنا لو انهما علما أن احداً لم يعد يتحدث عن جريمة مقتلهم ولو بتغريدة، وأن كل راح يفتش عن طريقة لاستثمار دمائهم، ولو كان بالحديث عن تسوية شاملة لا تستثني حتى القتلة ما دامت تضمن حصته في الكعكة ؟!

ماذا كان ليكون حالهم، لو علموا أن حال المؤتمريين هو البيت الشعري القائل:
وصرنا كراعي الإبل حين تقسمت.. فأودى بها غيري وأوسعتهم “صمتا”

#كل_الرجال_ماتو
..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى