مقالات

رأي| هادي بين الخيانة والضغوط

بقلم : يحيى العابد
اي مصلحه لهادي في خلق خلاف مع الزعيم الصالح ؟؟
هادي فر من عدن عقب حرب يناير ٨٦ ، واحتضنته صنعاء وتحديداً الزعيم الصالح ، وجعلته من قائد عسكري فار مهزوماً لا يمتلك قوت يومه الى قائد عسكري ثم وزير ونائب رئيس جمهوريه ثم رئيساً للجمهوريه !! وامتلك الارض والمال والقصور ..
الصالح اطعمه من جوع وامنه من خوف بفضل من الله .. بالمقابل كان النكران والجحود جزاء هذه الصنائع .. فهل من صفات هادي الخيانه !!
اذا كانت الاجابه نعم فمن الطبيعي ان يستعدي كل من صنع له جميل ، وان يستعدي الارض التي احتضنته وامنته وصار فيها كائن ذو اعتبار ومكانه ، وليس من المستبعد ان يستعدي حلفاؤه اليوم بعد ان يستنفد اغراضه منهم !!
واذا كانت الاجابه لا .. فمعنى ذلك ان هذا الشخص يعيش حالة ضغط شديده ويقف البعض ممن حوله على اسرار تدينه فجعلته لعبة بايديهم يحركونه كيفما يشأون ومتى ما يشأون لتحقيق اغراضهم ومخططاتهم التي اصبح كل الشعب يدركها جلياً ،، وبالطبع هذا اذا لم يكن جزء من المخطط الانقلابي في ٢٠١١ وكان عليه ان يلعب ذلك الدور للوصول الى ما وصل اليه اليوم في اطار مخطط استخباراتي مدروس ومبرمج كان اللاعبين فيه اكثر من اسم ممن كانو مع الزعيم الصالح في الازمه !!
هادي يدرك جلياً مكانته لدى الزعيم الصالح ، تلك المكانه التي جعلته اليد الامينه للوطن في اخطر ازمه انقلابيه واجهها الوطن ودول شقيقه تحت مسمى الربيع العربي .. ويدرك حتماً ماذا يعني الكرسي والسلطه وهذا الادراك قد يكون احد اسباب الانقلاب البشع في سلوكيات هادي تجاه رفيقه الذي منحه المجد .. الامر الذي جعله يشعر ان هذا المجد سيزول سريعاً بوجود اسم الصالح وابنائه باعتبارهم اكثر قبولاً لدى الشارع اليمني عن غيرهم ، يؤكد ذلك امتعاضه من عبارة سلام الله على عفاش او الحملات المتواصله على شبكات التواصل الاجتماعي بترشيح السفير احمد علي رئيساً للجمهوريه وهو الامر الذي يتعارض مع حلمه في التمديد واتلذذ بكرسي رئاسي ينذر بكوارث على الوطن .
دليل امتعاض هادي اتضح من خلال تهجم حرسه الرئاسي لنهب قناة اليمن اليوم التي بثت انطباعات عن الناس ومحبتهم للزعيم الصالح وتوافدهم للسلام عليه في اكثر من مناسبه او وضع شروط لفك الحصار عن جامع الصالح وكان احد الشروط عدم رفع الصور والشعارات في الجامع في اشاره الى حملة التوقيعات التي يجمعها ناشطون لارغام السفير احمد على للترشح للرئاسه ..
هادي مدد لنفسه دون وجه حق من خلال مؤتمر الحوار الذي يعد احد بنود وثيقة المبادرة الخليجيه واليتها المزمنه ، وجعلومن نفسه الحاكم بامره واضعاً كل مواطن يمني في قائمة العدو ولا ينقل الى قائمة الاصدقاء الا بعد اثبات الولاء وباسلوب الترغيب والترهيب وغيرها من وسائل اي سلطه حاكمه لا تمتلك مشروع وطني يخدم الشعب واصبح كل همه التمديد عبر مخرجات الحوار وتشكيل ومطمطة عمل لجنة اعداد الدستور ووضع وطنه تحت البند السابع وجعلها الفزاعه التي يهدد بها كل يوم اي طرف سياسي يتعارض مع سياساته الدكتاتورية والقمعيه !! وهاهو يجعل من نفسه وصياً على كل شي حتى احلام واماني الشعب يجب ان تكون كما يريد .
امتلك هادي شرعيه من استفتاء كان هو المرشح الوحيد والفائز المطلق في عمليه ديمقراطيه باركتها امريكا ودول الغرب وهي تدرك كيف كانت تلك الانتخابات التي وجد فيها الزعيم علي عبدالله صالح بياض لوجهه كونها قد لبت ما وعد به شعبه ومحبيه انه يرفض الانقلابات ولن يسلم السلطه الا بانتخابات ترسخ لمبداء التداول السلمي للسلطه وترسيخ خيارات الديمقراطيه في وطنه .. وهو ما سار عليه من الانتخاب حتى تنصيب هادي رئيساً للبلاد.
المشهد العظيم لما بادر اليه الزعيم الصالح في تسليم السلطه سلمياً حرصاً على دم ابناء وطنه وقبوله بالانتخابات المبكره وتنصيب هادي اذهل العالم ان يحدث ذلك في بلد عربي ،، نفس العالم المنذهل تابع دعمه لهادي بكل هفواته ومطالبه الغريبه ضد وطنه ابتداءً من القرارات الامميه وصولاً الى البند السابع والتي جعلت من هادي واليمن رئيس ووطن بلا سياده ولا قرار بل نموذج لما يجب ان تكون على الدول العربيه في اطار مخطط الربيع العربي ودويلات الاقاليم او الامارات الاسلاميه ..
هادي يدرك انه اداه لمشروع اعد مبكراً ويغض الطرف واصبح كل همه المال وكيف يظل رئيساً ولو حتى في جنوب الوطن فاخذ يحيك المؤامرات ويستدعي الحروب من محافظه الى اخرى ويعمل بوتيره عاليه على نقل السلاح الثقيل الى قريته الصغيره في ابين والتي سيجعل منها منطقه عسكريه يهدد بها جنوب الوطن وشماله وفق اجنده خلق الحروب في الشمال بمايظمن تاسيس حكمه في الجنوب ، وهو الوعد الذي قضاه لنفسه ويعمل عليه مع اولاده والمقربين اليه بالاضافة الى فصيل من الحراك الجنوبي في الداخل والخارج !!
ومن الطبيعي ان يكون المؤتمر الشعبي احد الادوات التي يجب استخدامها لزيادة التوتر في الشارع السياسي باعتبار هذا الحزب هو الوحيد القادر على تبني هموم ومطالب الشارع اليمني فاخذ يعمل على تقسيمه وفكفكة تماسكه من خلال جره الى قضايا ومشاكل بين حين واخر ووصل الامر بهادي التوسط بالسفير الامريكي لاقناع الزعيم صالح بالتخلي عن رئاسة حزب المؤتمر لصالح نائبه الاول في الحزب وهو ما جعل الصالح يعلن موافقته على ذلك مشترطاً ان يكون ذلك عبر عقد المؤتمر العام الثامن للحزب وفتح باب الترشيح لرئاسة المؤتمر ووعد صالح بعدم ترشيح نفسه وهو ما نقله السفير الامريكي لهادي الذي ابداء تخوفه من ذلك واعلنها صراحة ان القاعه هي من سترشح الزعيم الصالح لرئاسة الحزب وستنصبه رئيساً باغلبيه مطلقه مطالباً السفير الامريكي بالرجوع الى الزعيم صالح والاصرار عليه بعدم ترشيح نفسه واعلان ذلك في قاعة المؤتمر ومطالبة المؤتمريين بالتصويت وتزكية هادي رئيساً للمؤتمر الشعبي العام !!
يعلم هادي بحجمه الطبيعي ومكانته الحقيقيه وهو من يمتلك السلطه والجيش والمال والقرار يجد نفسه صغيراً عند صالح على مستوى حزب يجمعهم في قيادته العليا ، ويعلم ايضاً بحجمه شعبياً في اوساط ابناء الوطن مقارنة بالزعيم صالح والتي تضاعفت بعد خروجه من السلطه ومرور ثلاث سنوات من فشل السلطه القائمه ، الامر الذي افقده المنطق في اتخاذ القرار المناسب الذي يحقق تطلعاته الشخصيه او الوطنيه فاخذ يتصرف بعقلية المتأمر او زعيم العصابه لتحقيق ما يريد ولو كان على حساب الوطن دون وعي لما يمكن ان يصل به الحال الا اذا كانت الطائره تستعد في المطار لنقله الى جنوب يحكمه وشمال مدمر !! .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى