مقالات

مسيرنا ما بعد الثاني من ديسمبر.. طريق طويل،

قال لي الفيس بوك اليوم انه يمكنني النشر بعد حظر دام ٣٠ يوما.. منعني فيها من النشر والتعليق وحتى الرد على الرسائل.
بل والغى صفحة جديدة كنت انشأتها بعد ساعات من انشائها مبررا ذلك بكثرة طلبات الصداقة عليها، معتبرا ذلك نشاطا مشبوها.
وحتى تويتر، منعني من النشر ليومين، وللان لاتزال البلاغات تحجب الكثير من تغريداتي.
لدي الكثير ممايجب أن اقوله.. والاكثر ممايجب فعله.
وفقط أقول لكم صباح الخير ايها الاصدقاء..
تنقلت كثيرا منذ آخر “بوست” كتبته هنا، وكل صباح اتصل بأمي لأقول لها انب بخير، فتحثني على البحث عن طريق النجاة في أي مكان في العالم.
وكل مرة أسمع صوتها يدعوني للاستقرار خارج اليمن، اسمع روحها وراء صوتها يقول لي: اسمعني انا.. لاتكتفي بمايقوله الصوت هذا يسمعه منا كل الناس، أما انت فابن روحها.. اسمعه يقول لك: متى ساسمعك واراك واتحسس وجه طفلي الذي يعتقد أنه صار كبيرا..
ليس لنا من خيار.. ليس لنا من فرصة للحياة خارج هذه البلاد.
هذا ليس ادانة لكل يمني اضطرته ظروفه للخروج منها.. فلكل ظروفه، والاهم: قد سبقنا أخوان لنا.. فرض عليهم الحوثي مافرض علينا، وبقينا نحاول تحقيق هدفنا وهدفهم، نحن نريد استعادة الدولة بالسياسة والشراكة وهم لم يكن امامهم بد من الانحياز للسلاح والحرب.
خرجوا قبلنا، وبقصور منا ومنهم ادنا بعضنا.. وهاهي الاحداث تفرض علينا اما تصحيح كل ذلك، واما التهاوي للأبد.
لقد فشلنا في تفهم موقف بعضنا.. وكل منا حشر نفسه في زاوية مقطوعة عن الأخرى.. فخضنا سجالات وعراك وحروب كان يمكن أن تغير وجه اليمن لو كان ادائنا وادئهم مختلفا.
لم يكسب الحوثي من هذا الشتات، لكن خسرت اليمن كثيرا.. تواصلت خساراتها الممتدة. وبكل جهل وصلف يعتقد الحوثي أنه “يستفيد” كلما تطايرت أنقاض اليمن وتفحمت جثث اليمنيين.
واليوم.. من لن يستطيع التراجع خطوة للخلف ليقيم ادائه وخطابه ووعيه، لن يخطو للأمام.
التحولات الوطنية ليس “كرتون” نتقفز به من بابور الى بابور.
امامنا سنوات من التحديات، نستعيد بها اليمن بعقد جديد بين كل ابنائه، والا سنذهب ادراج الرياح وسـ”يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه” اعزة على العنف رحماء بينهم.
اتحدث عن الوعي والخطاب.. أما عسكريا فالصورة ليس كما ترونها.
هي أفضل بكثير من كل جبهاتنا الاخرى اعلاما وسياسة.
ولكن التحدي كبير.. تحدي مابعد “الزعيم”.. لايشبه ماقبله في شيئ ابدا..
مسيرنا مابعد الثاني من ديسمبر.. طريق طويل، بدأ باستشهاد عظماء منا، لا اتحدث فقط عن الصالح والزوكا.. بل وحتى من قاتل معهما.. روايات اسطورية لمقاتلين لايزيد عددهم عن الـ٢٠٠، عاش الواحد منهم مقاتلا بجراحه لثلاث أيام.
منهم من قضى نحبه.. ومنهم من ينتظر.
اساطير تفتح المسير، تدعونا لنتشارك مع اخوة لنا اعمتنا اخطائهم ضدنا عن رؤية صوابهم ضد الحوثي. والعكس صحيح ايضا.
نحو يمن متعدد متنوع.. يمن يحكمه التراضي بين ابنائه..
لامركز فيه، لا ديني ولا جغرافي ولا سياسي ولا ايدلوجي.
عدونا الاول فيه، الجهل والتعصب والتسطيح والخرافة والادعاء.
عدونا فيه فرض الخيارات بقوة السلاح، والاستخفاف بالتحديات وشعارات “مانبالي” الشيطانية.
وكل هذه ملخصة بمجملها في عبدالملك الحوثي وعصابته التي تحكم به وتحكم له.
ولكن ايضا، لكل طرف منا نصيب منها.
وكل طرف يتمسك باي من نصيبه من هذه الخطايا، عليه ان يدرك أنه ينصر الحوثي ضد نفسه اولا.

نبيل الصوفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى