اخبار خاصة

جريمة حرب .. خارج اهتمامات مارتن غريفيث !

متابعات. يبني مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث طموحات كثيرة على اتفاق تبادل الأسرى المعلن عنه الأحد الماضي، أهمها تمهيد الطريق أمام حل سياسي شامل، في الوقت ذاته يتحاشى جرائم الحرب لذراع إيران الحوثيين المتواصلة بحق الشعب اليمني، بما فيها تلك الوحشية المفرطة بتعذيب الأسرى حتى الموت.

ففي أحدث جرائم هذا الملف الإنساني الذي يتخذه غريفيث بوابة عبور لتسويق نجاحته أمام المجتمع الدولي، سلمت مليشيا الحوثي الأسير محمد محمد أحمد الصباري جثة هامدة إلى أسرته وعليها آثار تعذيب وحشي، جسد ممزق ومحترق عليه آثار ثقوب وصعق كهربائي.

وينتمي الشاب الصباري (23 عاماً) إلى مديرية الحيمة الخارجية محافظة صنعاء، ويحمل الشهادة الثانوية، التحق بصفوف الجيش 2015 عقب اجتياح الانقلاب الحوثي لمدن اليمن، وكانت مأرب واجهته للدفاع عن بلاده من مشروع إرهابي يسعى فرض هيمنته بدعم خفي من قبل البريطاني غريفيث والذي تحول من مبعوث سلام إلى موظف في تبييض الجرائم.

كان الصباري جندياً باللواء 141 مشاة التابع للمنطقة العسكرية السادسة وخلال مشاركته في المواجهات العسكرية بجبهة نهم شرقي صنعاء في مارس 2019م، أسرته المليشيات الحوثية.

مصادر مؤكدة تحدثت لـ”نيوزيمن”، أن المليشيات الحوثية ‏غيبت الصباري في جهاز الأمن القومي بصنعاء وأخضعته لتعذيب ممنهج في محاولة للحصول على معلومات عسكرية، وهو يخترق بشكل فاضح القانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربع في التحقيق والتعذيب لأسير الحرب.

بعد 4 شهور فقط، كان الصباري قد تحول إلى جثة هامدة تحت التعذيب وأبلغ الحوثيون أسرته أن جثمانه في ثلاجة الموتى لمستشفى 48 بصنعاء، وأنها على استعداد تسليمه شريطة أن تحضر ضمانات على إجراء الدفن بشكل عاجل دون علم أي منظمات حقوقية.

وافقت أسرة الصباري على مضض، لكن الحوثيين تنصلوا عن التزاماتهم في تسليم جثمانه لأكثر من سنة كاملة خوفا من كشف فضيحة التعذيب الوحشية التي تظهر بشكل واضح على جسد الضحية.

في 14 سبتمبر من العام الجاري، وعبر وساطة محلية بين مليشيا الحوثي والقوات الحكومية في الجوف، أفرج عن جثمان الصباري وجرى تسليم جثته إلى أسرته.

خضع الصباري لتعذيب بالسياط والعصي والصعق الكهربائي بواسطة آلة (الدريل)‏ فمزقت جسده كله دون رحمة.

ظهرت جريمة الصباري للرأي العام تزمناً مع إتمام اتفاق الأسرى بين الحكومة والحوثيين في سويسرا كأول رسالة لذراع إيران إلى المبعوث الأممي أن مسرحية اتفاقه في مهب الريح.

مسرحية أثارت حفيظة نشطاء اليمن والذين اعتبروا احتفاء غريفيث مبالغ فيه، وأن طموح التوصل إلى ما يصفه بـ”إعلان مشترك” أمام عقبات حوثية لن تنتهي، وبالمقارنة بما أنجزه في ظل تحاشيه الاهتمام بتعذيب الأسرى والمعتقلين حتى الموت يظهر أن ما حققه في هذا الملف لا يعادل 10 ‎%‎ مما حققه وسطاء محليون منذ اندلاع الحرب في سبتمبر 2014م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى