اخبار خاصةمقالات

نبيل الصوفي: صنعاء عاصمة الدولة النقيضة للجمهورية اليمنية

كتب/ نبيل الصوفي:

كنت مواطناً، أعيش مستورَ الحال، أتنقل بسيارتي في كل طرقات اليمن..

في أكثر أيام الحراك الجنوبي عنفواناً نمت في طرقات الحبيلين، وتغديت ضيفاً في حبيل جبر، وزرت يافع وأبين وشبوة، وسكنت في عدن..

وزرت صعدة ثلاث مرات وقت حروب الحوثي ضد الدولة..

في 2011 زرت ساحة جولة الرباط مع أول صِدام بين الأحزاب، هذا باسم الثورة، وهذا باسم الدولة، ودخلت ساحة جولة الرقاص بعد ساعة من فاجعة جمعة الكرامة في ذات الصراع.. وزرت بعدها عمران وحجة أرى البلاد كيف تتشقق.

في 2014 زرت جامعة الإيمان والتقطت صوراً للعبث الحوثي بها.. وزرت الفرقة الأولى وهي محاصرة بمسلحي الحوثي، والتقيت بموكب علي محسن هارباً إلى منزل عبدربه، وكتبت لكم يومها هنا بالفيس ما رأيت.

وصلت عدن فجراً، على وقع مواجهات عبدالحافظ السقاف مع الجنوب.. وشهدت اكتساح الصولبان بعد خروج السقاف بإذن عبدربه منصور وترتيب المجيدي والأحول..

وانفجرت الحرب كلها بعد ذلك، وانتهت هذه المساحات الواسعة التي كنت مواطناً أتحرك فيها متخففاً من أي مخاطر إلا الإجراءات العادية في النقاط الرسمية أو التقطعات غير الرسمية. كل ما حدث لي من سوء خلال هذا كله قطاع في الجوف والضالع انتهى بسلام، ونهب مصروف الطريق في حص بلعيد في أبين.

كان لي بلد أتحرك فيه وأعود إلى بيتي مهما كانت المخاطر..

بقيت في صنعاء عامي الحرب 2016 و2017، ولم أتمكن إلا من أربع سفريات، واحدة فقط كانت عائلية إلى حوبان تعز.. والثلاث كانت إلى جبهات التحالف بين الحوثي وعلي عبدالله صالح، كطريق إجباري وحيد أمام صالح يومها.

نجوت من قصف عطان، وهربت ليلاً من المخا تحت أزيز الطائرات ساعة تحريرها من تحالف صنعاء بقوة قادها أحمد سيف وهيثم قاسم واللحجي وأبوهارون ودوبلة ورائد وعلي سالم.

كان وطني قد بدأت حدوده تضيق، وحتى داخل صنعاء فإن طيران التحالف وغشامة الحوثي كانت قد جعلت يمن صنعاء صغيراً.. ويصغر كل يوم، وقلَّت مساحة حركتنا فيه حتى لم تعد سوى في مربع واحد ثم شارع ثم لا شيء.. وفي ديسمبر 2017 انتهت الجمهورية اليمنية بالنسبة لي.. وحسم الحوثي كل شيء لصالح دولته التي تشبهه.

كان “علي عبدالله صالح” آخر عنوان من عناوين تلك الجمهورية اليمنية في صنعاء، أما في بقية المناطق فقد انتهت جمهوريته قبل ذلك بسنوات..

غادرتُ “صنعاء” التي صارت عاصمة للدولة النقيضة للجمهورية اليمنية.. بحثاً عن أمان لن أجده إلا في عواصم مشاريع نقيضة لدولة الحوثي.

واليوم أتلفت يميناً وشمالاً.. هل وجدت ذلك المشروع؟

….. للحديث بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى