اخبار اليمن

الافراج عن متهمين بتفجير جامع النهدين .. يكشف ما وراء الكواليس بين الحوثي الاصلاح و ايران قطر ! .. تفاصيل

اخباري نت – كشفت عملية الإفراج عن المتهمين بقضية تفجير جامع دار الرئاسة التي استهدفت رئيس الجمهورية، آنذاك، علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة من قبل المليشيات الحوثية، الذراع الايرانية في اليمن، عن مشهد جديد في مسار التعاون الخفي الذي يدار من وراء الكواليس بين الطرفين اللذين يزعمان أنهما عدوان لبعضهما: مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح.

وأكدت معلومات، حصل عليها نيوزيمن، أن مساعي الإفراج عن المتهمين المنتمين لحزب الإصلاح (ذراع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في اليمن) تعود لقرابة العامين وتحديدا منذ ما بعد اغتيال المليشيات الحوثية للزعيم صالح ورفيقه الزوكا في ديسمبر، حيث بدأت عملية التواصل تتزايد بين قيادات إصلاحية تعيش خارج اليمن وقيادات المليشيات الحوثية.

المعلومات تضيف إن قيادات إصلاحية متواجدة في قطر وأخرى في تركيا، ومنهم القيادي الإصلاحي حميد الأحمر، والقيادية توكل كرمان، لعبوا دوراً في التمهيد لعملية التواصل وطرح القضية على قيادات المليشيات الحوثية، ومنهم القيادي في المليشيا علي العماد الذي كان رفيقا لتوكل كرمان في ساحة الجامعة إبان أزمة 2011م ويشغل اليوم منصب رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، مشيرة إلى أن التواصل تم بشكل أكثر تفصيلا خلال زيارة الناطق الرسمي للمليشيات محمد عبدالسلام مع وفد حوثي لتركيا، وعقب حصول قيادات الإخوان المسلمين على إشارات إيجابية من المليشيات الحوثية انتقل التواصل والتنسيق إلى مستويات أكبر بين الطرفين.

المصادر التي كشفت المعلومات لنيوزيمن أوضحت أن القيادات الإخوانية في الرياض وعلى رأسهم علي محسن الأحمر نائب الرئيس هادي، تولت عملية الإشراف على المفاوضات التي جرت بين الطرفين حول الإفراج عن المتهمين بقضية تفجير جامع دار الرئاسة عن طريق قيادات إخوانية تنفيذية في مأرب والجوف وأخرى قيادات إصلاحية قبلية حيث انتهت عملية التبادل في منقطة الحزم بمحافظة الجوف بحضور قيادات من الإخوان وأخرى من مليشيات الحوثي.

ووفقاً للمصادر فإن عملية التفاوض جرت بسرية تامة بعيداً، ففي صنعاء تولت قيادات في المليشيا ومنهم رئيس لجنة الأسرى عبدالقادر المرتضى المرتبط بمكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، عملية الترتيب لإطلاق المتهمين، فيما أشرف علي محسن الأحمر، نائب الرئيس، مباشرة على العملية دون علم حتى كثير من أعضاء الحكومة، وهو ما كشفته ردود الفعل التي ظهرت قبل عملية الإفراج عن المتهمين وإتمام صفقة التبادل.

ففي صنعاء تؤكد المصادر أن قيادات حوثية أكدت عدم علمها مطلقاً بمن يقف خلف الإفراج عن المتهمين ومنهم القيادي في المليشيا ورئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، إضافة إلى اضطرار مجلس القضاء الواقع تحت سيطرة المليشيات إلى عقد اجتماع استثنائي اليوم وقف خلاله حول عملية الإفراج عن المتهمين في الجريمة وأكد أن القضية ما تزال منظورة أمام القضاء ويجب الاستمرار في نظرها والفصل فيها بصورة مستعجلة وبجلسات متتالية وفقاً للقانون، كما وجه المجلس رئيس هيئة التفتيش القضائي والنائب العام بسرعة التحقيق مع المتسبب في إخراج المتهمين المذكورين، والرفع إلى المجلس بنتائج التحقيق لاتخاذ الإجراءات الرادعة والكفيلة بعدم تكرار ذلك، ومحاسبة من تبين تقصيره وفقاً لما نص عليه قانون السلطة القضائية بشأن المحاسبة والتأديب.

وفي المقابل ففي الرياض وعقب الإعلان عن عملية الإفراج سارع وزير الإعلام في حكومة هادي إلى إدانة العملية عبر تغريدات له في صفحته في تويتر قبل أن يعود لحذفها، وهو ما أكد أن حذفها تم بتوجيهات عليا له، فيما رحب وزير حقوق الإنسان في حكومة هادي بالإفراج عن المتهمين.

وتشير المصادر إلى عدم وجود معلومات كافية عن الثمن والمقابل الذي حصلت عليه المليشيات الحوثية لقاء إفراجها عن المتهمين في قضية تفجير جامع دار الرئاسة وأن الإفراج عن 19 من أسراها لم يكن سوى مجرد تغطية على صفقة دارت وراء الكواليس لكنها أشارت إلى أن من بين بنود تلك الصفقة هو تنازل قيادات الإخوان عن الاستمرار في المطالبة بكشف مصير القيادي الإخواني محمد قحطان.

ووصفت المصادر ما جرى بأنه دليل جديد على حقيقة التعاون والتواصل الخفي بين قيادات الإخوان المسلمين في اليمن، حزب الإصلاح، وقيادات المليشيات الحوثية والممتدة إلى أزمة العام 2011م وعودتها بشكل كبير في العامين الأخيرين، خصوصاً بعد طرد التحالف العربي لقطر ومقاطعتها دبلوماسياً والتقارب القطري الإيراني الذي انعكس على تقارب حوثي إخواني كبير بدأت معالمه تتضح بشكل أكبر من أي وقت مضى.

وشهد العامان الأخيران تقارباً حوثياً إخوانياً بدعم كبير من قطر التي تحولت وسائل إعلامها، وخصوصاً قناة الجزيرة إلى منبر مدافع ومتبنٍ لما تقوم به مليشيات الحوثي، فيما تحولت مواقف قيادات ونشطاء الإخوان المسلمين إلى مهاجمة التحالف العربي وخصوصاً السعودية والإمارات، وتبني مواقف المليشيات الحوثية ومباركة ما تقوم به ضد دول التحالف العربي، ووصف الأخيرة بدول عدوان واحتلال لليمن، وهو ذات الموقف الذي يتبناه الحوثيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى