تقاريرملفات وقضايا

نكبة المهرة | خذلان اممي تجاوز كل التوقعات !

اخباري نت ،نقلا عن نيوزيمن، خاص:

‏لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصل خذلان المنظمات الأممية لمحافظة المهرة حد عدم التواجد نهائياً في المحافظة لتقديم المساعدة وهي تعاني الأمرين جراء تداعيات الحالة المدارية “لبان”، فيما تمت الاستجابة السريعة من قبل القوات المشتركة (التحالف العربي) وتلبية نداء استغاثة أطلقه محافظها على حسابه في تويتر.

ونشرت منسقية الشؤون الإنسانية في اليمن التابع للأمم المتحدة تقريراً بمستجدات إعصار لبان بتاريخ 15 أكتوبر رقم 1 (هو الأخير أيضاً) تحدث عن حالة الطقس في المحافظة والمناطق التي تركز فيها الإعصار وتصريحات المحافظ المهرة التي أعلن فيها المهرة “محافظة منكوبة” وبعض الإحصائيات عن الأضرار لكن أين الاستجابة الإنسانية؟!

“الاستجابة الإنسانية” كانت في ختام التقرير ومما جاء فيه “معظم المتضررين من الأمطار (550 أسرة) موجودون في مدينة الغيظة وتم نقلهم إلى مساكن مؤقتة في المدارس حيث يمكن تقديم المساعدة؛ وتتلقى 100 أسرة بالفعل وجبات من شريك إنساني الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية”.

وهذا مجرد سرد معلومات، قاصرة، دون حديث عن تقديم مساعدات مباشرة من هذه المنظمات، فمن تم إجلاؤهم يوم الثلاثاء فقط –بحسب محافظ المهرة- أكثر من 4500 أسرة في مدينة الغيظة وضواحيها.. حيث شاركت 4 مروحيات منذ الصباح في عملية الإجلاء من المناطق التي حاصرت الفيضانات سكانها منذ أيام.!

‏ويضيف التقرير، أن اﻷوشا في وضع تقييمي أردفها ببعض الوعود المستقبلية ولم يغفل ما قدمه مركز الملك سلمان والهلال اﻷحمر اليمني ومنظمات محلية!! كما أعلن عن وصول (الفرق) التي تقودها منظمة SHS إلى (83) عائلة نازحة في سيحوت كما أرسلت منظمة الصحة العالمية مجموعة من المواد الطبية المساعدة إلى مستشفى المهرة المركزي وأوفدت عيادة متنقلة.

هذا كل ما قدمته اﻷوشا أو بعبارة أدق ما كتبته في تقريرها الوحيد عن (ااستجابة الطارئة) التي قدمتها المنظمات اﻷممية.

في المقابل أعلن السفير السعودي لدى بلادنا محمد آل جابر عن جسر جوي وبري إغاثي لأبناء المهرة وأن قوات التحالف العربي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يعملون على تقديم الدعم بالغذاء والايواء، وما هي إلا سويعات حتى كانت أول قاطرة إغاثية تصل منفذ العبر في طريقها إلى المهرة.

كما شاركت المروحيات والدفاع المدني العربي في إجلاء الأسر المحاصرة، وهبَّ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بفتح الطرق وإصلاح شبكات الكهرباء بعد ما أعقبه اﻹعصار ولا تزال القوات المشتركة مستمرة في إنقاذ المحاصرين بالطائرات العمودية وتقديم الغذاء والدواء للنازحين بالإضافة إلى وحدات وآليات ومعدات من الدفاع المدني السعودي في طريقها إلى المحافظة للمساعدة والإنقاذ.

وبين الخذلان والتلبية كان لابد من موقف صريح فلم ينتظر محافظ المهرة راجح باكريت طويلاً ليعلن على الملأ في تصريح نقله “العربية نت” الثلاثاء أن المنظمات الإغاثية الأممية لم تتواجد في المحافظة لمساعدة المتضررين من لبان، مؤكداً أن جهود الإغاثة تقتصر على الدعم السعودي، وبإسناد من مروحيات التحالف والجيش اليمني. وهذا النفي لم يكن من فراغ فلم يقدم شيئا ملموسا للمتضررين في المهرة عبر وكالات الأمم المتحدة العاملة في بلادنا.

لم يكونوا في الموعد

في البداية استبشر سكان المحافظة خيراً عقب تصريحات ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية التي أدلت بها في بيان صدر بتاريخ 12 أكتوبر أظهرت من خلاله إدراكها خطورة الوضع بناء على حالة الطقس المرتقبة، فقد حذرت السكان الذين يعيشون في المناطق التي ستتعرض للإعصار “لبان” من تعرضهم لخطر شديد، حيث يهدد بإحداث كارثة.

وقالت ليز غراندي: “إن المياه الصالحة للشرب والمأوى والطعام ستكون من أهم الأولويات. لدينا سيارات إسعاف في حالة تأهب وفرق طبية مستعدة لمساعدة المصابين بسبب العاصفة، ونحن نستعد لاحتمال أن تتفرق العائلات عن بعضها”.

لكن ما إن بدأت العاصفة المدارية بالوصول إلى سواحل المهرة ووديانها حتى اتضح أن كل الترتيبات من جانب الأمم المتحدة كان حبراً لم يتجاوز الورق الذي كتب فيها فلم تكن محافظة المهرة ضمن أولوياتهم التي تحدثوا عنها. رغم طلب صريح من المحافظ للمنظمات الإغاثية بمساعدة المتضررين لأن الكارثة كانت أكبر من قدرات السلطة المحلية إلا أن مكاتب الأمم المتحدة ووكالاتها لم تستجب للنداء الإنساني.

ولكي نكون على بينة، ها هي بيانات المكاتب الأممية مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية في جهودهما الإغاثية للمحافظات الشرقية المتضررة توضح بجلاء أن المهرة لم تكن ضمن حساباتهما نهائيا رغم أنها الأكثر تضرراً، فممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن علي قريشي أبلغ في رسالة لوزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، أن البرنامج جهز عددا كبيرا من المواد الإغاثية في حضرموت لتقديم المساعدات الطارئة، إضافة إلى 1.100 طن متري من القمح في محافظة سقطرى، فيما قدمت منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع السلطات الصحية مستلزمات علاج الإصابات لمستشفيات أبين وشبوة وحضرموت.

وبعد هذا الخذلان الكارثي للمتضررين لابد من تقييم عمل المكاتب والوكالات الأممية العاملة في بلادنا، والتساؤل عما قدمته خطة الاستجابة الطارئة لـ22 مليون يمني بحاجة للمساعدة (بحسب بيان الأوشا) بالنظر إلى ما قدمه الممولون للبرنامج وهو أكثر من ملياري دولار تلقتها خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018 –بحسب تصريحات الاوشا- أي (70%) من إجمالي قيمتها التي تبلغ ثلاثة مليارات دولار والتي لا تغيث اليمنيين المحتاجين لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى