مقالات

ثورتي غير بقرتكم

بقلم : عبدالله الحضرمي

اخباري نت

غرقتُ خلال ال٢٤ الساعة الماضية وسط بركة من النعوت السلبية بين خائن وسلالي وامامي ولم يكن ذلك الا بسبب تغريدة قلت فيها اننا ضحايا طائفتين من الثوار السبتمبريين ، سبتمبر العام ٦٢ وسبتمبر العام ٤٠١٤ م.

في هذا الجو المشحون اصبح مزاج كل واحد من الناس عاجزاً عن تقبل رأي مغاير لمعتقداته السياسية والثقافية والوطنية ، الجميع يتخندق داخل خلفيته وكأن الامر بالنسبة له حياة اوموت.

يجب عليك استدعاء الصراعات الغابرة في التاريخ لتواجه به ازمات اليوم وصراعاته ، ان تعود الى العام ١٩٦٢م وماتلاه من الحروب الاهلية ، أن تنبش في مدافن التاريخ وفي الاضرحة المنسية وتأتي بجثث الشهداء والضحايا الذين اصابوا والذين اخطأوا لتصنع منها سلاحاً ودرعاً لطرد الحوثي من صنعاء .

ثمة امور لاترى وهي من الخطورة بمكان كبير في حياتنا ، فحين لاتجد من يتفهم حقك في ان تكون غير متيمٍ بمعتقده الثوري ثم يضفي عليك بسبب ذلك مخلوطاً عجيباً من التخوين والتكفير حتى يغير ملامحك ، فذلك يشير الى ان قدرة المجتمع على التسامح وتقبل الاخر باتت في حكم الراحلين وذلك يشير بالنتيجة الى ان امكانية التعايش باتت في مهب الريح .

خذ هذا على سبيل المثال ، أنا رجل مدني مسالم لا أحبذ الثورات بدءا بانقلاب الدستوريين في القرن الذي يسمونه ثورة وقتل فيه الامام يحيى وماتلاه من القتل والقتل الاخر ، من التدمير والتدمير العاقب ، من النفي والنفي المضاد وصولاً الى انقلاب الحوثيين هذ القرن ، وأرى واعتقد وأؤمن ان هذه السلسلة الدموية لم تنجز شيئاً غير حلقات مضافة الى متوالياتها الصراعية ، ولاثورة تستحق ان نحتفي بها غير ثورة الوحدة اليمنية التي انجزها الراحل الشهيد علي عبدالله صالح مكتوبة بحبر العقل وليس بدماء الشهداء ، ولا زلت أرى أن الحبر احب الى الله من الدم ويجب ان يكون كذلك عند عباده .

هذا رأيي الذي اعتقده لكنه عند الغالبية بدا وكأنه خروج عن دين يجب علينا ان نمضي فيه مكرهين ، ان لم تقدس الدم المراق ولم تتحمس لاراقة المزيد فأنت مرتد وخائن للثورة .

هذا هو المنطق السائد اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى